جامعة أدرار: ماستر من جامعة سعيدة.

أصدر السيد مدير الجامعة في خضم الأسبوع الماضي (26/10/2011) قرارا يقضي بإعطاء الطلبة الحاصلين على الليسانس الإمكانية لدراسة الماستر عن بعد مع التبعية لجامعة سعيدة. التخصصات المعنية هي الرياضيات، الكيمياء، الهندسة المدنية، العلوم التجارية و الإنجليزية. هذا القرار جاء بالاتفاق مع جامعة سعيدة التي فتحت فيها هذه التخصصات سابقا. بمعنى أن الطالب يدرس في أدرار و الشهادة من سعيدة. لكن هذا القرار لم تصدر الموافقة عليه لا من طرف اللجان البيداغوجية و لا العلمية المخولة قانونا لهذه المبادرات، مما أدى إلى رفض القرار من بعض الأساتذة (و ليس كلهم). طبعا السيد مدير الجامعة وكالعادة يريد كسب الشهرة "السياسية" داخل الحرم الجامعي و ليكون البطل الوحيد ومخلص الجامعة من الأزمات.
من منظور الطلبة، نقول للسيد المدير شكرا لك على المبادرة، لأنه سواء قصدت بذلك الخير لأهل المنطقة أم قصدت التفاخر و التباهي، فإن الرابح الأكبر هو الطالب المعني بالتخصصات السابق ذكرها. لكن من جهة أخرى، و من منظور الأساتذة، ألم يكن حري بجامعة أدرار أن تكون هي المؤهلة لاحتضان هذه التخصصات؟ ألم تقدم لك اللجان العلمية للأقسام و المجلس العلمي للكلية و المجلس العلمي للجامعة ملفات بخصوص فتح هذه التخصصات السنة الماضية (2010/2011)، و دست على قراراتهم و رفضت ذلك بحجة عدم وجود التأطير؟
لماذا يجب أن نكون تبعا للآخرين؟ ليسانس في الفرنسية نتبع لجامعة باتنة مع تدريس من أدرار مائة بالمائة!!! و ماستر في الرياضيات والكيمياء و الهندسة المدنية و الإنجليزية و العلوم التجارية نتبع لجامعة سعيدة مع تدريس من أدرار مائة بالمائة!!! و في الأخير يتخرج طلبتنا بتأطير من جامعة أدرار و لكن بشهادات من جامعة باتنة و جامعة سعيدة، فينطبق علينا المثل القائل "من لحيتو بخرلو". كما أن البرامج التي تعتمدها جامعة سعيدة ليس بالضرورة أن تعتمدها جامعة أدرار، لأن فتح الماستر يعني وجود أساتذة في التخصص المفتوح، فمثلا تخصص إنجليزية في اللسانيات لا يمكن أن يغطيه أساتذة الإنجليزية في الحضارة البريطانية و العكس صحيح.
و مع ذلك فإننا نعيد شكرنا لك أيها المدير على هذا التدارك المتأخر، و على تجاوبك مع ما نشرناه سابقا في هذا المنتدى بعنوان "جامعة أدرار: انطلاقة متعثرة للسنة الجامعية 2011/2012". فأيا كان التكوين، فتكوين يتوج بشهادة من جامعة سعيدة و جامعة باتنة خير من لا شيء. و إننا نشجعك على مزيد من الاتفاقيات مع جامعات أخرى، و من يدري قد يكون بمقدور طلبتنا دراسة الطب بنفس الطريقة في جامعة أدرار.

بارك الله فيك على المتابعة الحية لجديد الجامعة الإفريقية