مدير جامعة أدرار: 300 مليون سنتيم... ثمن الترميم... لمنزله الكريم.

وصلنا من مصادر جد موثوقة أن السيد مدير الجامعة و بعد حصوله على مسكن وظيفي تابع لديوان الترقية و التسير العقاري لولاية أدرار بحي 50 مسكن فاخر، قد باشر فيه عملية الترميم التي كلف بها أحد المقاولين. عملية الترميم هذه شملت عدة أشياء كتعلية السور الخارجي وتركيب البلاط و دهن الجدران، و ما خفي وراء الجدران كان أعظم. هذه العملية أسندت لهذا المقاول من غير إعلان أية مناقصة خاصة بها.
طبعا لمن لا يعرف أمور تسيير الميزانية قد يبدو الأمر طبيعيا، غير أنكم ستفاجئون حين تعلمون أن كراء المنازل الوظيفية من طرف المؤسسات العمومية أصبح ممنوعا منذ سنوات، و أن المراقب المالي يمنع أي كراء للمنزل على نفقة الدولة، اللهم إلا إذا كان المنزل يستغل كإدارة مثل إدارة الخدمات الجامعية و المؤسسات الأخرى. أما في حال كرائه كمسكن وظيفي، فإن الموظف يتحمل أعباء الكراء، و بالمقابل فإن الموظف يستفيد من منحة السكن التي تقدر بـ 2000 دج. فإذا كان كراء المنازل الوظيفية ممنوعا فما بالك بترميمها!
طبعا و كما صرح به السيد مدير الجامعة في آخر لقاء له مع الموظفين بأنه سيجد "طرقا ملتوية" في تسيير الميزانية، فإن السيد مدير الجامعة و بغية تغطية نفقات ترميم بيته فقد أعلن متأخرا عن صفقة ترميم هياكل الجامعة (الأقسام، المدرجات، ...) وهو يحاول جاهدا أن يستفيد منها المقاول السابق الذكر على أساس أنه سيباشر عملية الترميم داخل الجامعة. طبعا و بعدما سيحصل المقاول صاحبنا على الصفقة، سيقوم هذا المقاول ببعض الروتوشات على جدران الجامعة من أجل التغطية القانونية، و يتحصل على أتعابه بطريقة غير مباشرة. (عبقرية في الطرق الملتوية لتسيير الميزانية) هذا عنوان لكتاب أقترح على السيد مدير الجامعة أن يؤلفه!
و للعلم فإن تكلفة ترميم بيت السيد المدير قد فاقت 300 مليون سنتيمن إضافة إلى الأثاث المكتبي الذي حوله السيد مدير الجامعة من مكاتب الجامعة إلى بيته كالأرائك و غيرها، رغم أن بنود الميزانية التي تجهز منها مكاتب الجامعة تختلف عن بنود الميزانية التي تجهز منها السكنات الوظيفية (مثال آخر على الطرق الملتوية). إذن فالمبلغ الإجمالي لترميم و تجهيز بيت السيد المدير قد بلغ ما يقرب من 400 مليون سنتيم، و هو مبلغ كان كافيا لبناء و تجهيز منزل آخر جديد و فاخر أيضا!
تبقى الإشارة إلى أن نفس المصادر الموثوقة أكدت أن إحدى المنظفات التي طردها السيد المدير مؤخرا كانت مُسخرة من وقت لآخر لتنظيف منزله الوظيفي.